top of page

لللاعبون الخيار: إما أن تكونوا ضحايا أو أبطال معركة الثوار


منذ زمن بعيد و لم تتهاون جماهير النادي الإفريقي في مساندة لاعبي جميع الفروع دون حساب و دون مقابل. و كانت في كل مرة تسجل حضورها مهما كانت الظروف لتقديم يد العون سواء بالمساندة المعنوية أو المادية و هذا لا يخفى على أحد في تونس و الوطن العربي و العالم ككل.


جماهير الإفريقي لم تطلب شيئا و لم تطلب مقابلا و لن تطلب ذلك. إذ أن كل ما يهمها هي النتائج على أرضية الميدان. فكلما إنتصر الإفريقي فرحت الجماهير و لم تبالي بالأسماء التي تلعب على أرضية الميدان و زادت من مساندتها وازداد حبها.


ذلك الغرام اللا محدود لطاما كان دفعا معنويا كبيرا للاعبين الذين في أغلب الأحيان تلقوا الرسالة بالشكل المطلوب فزادوا في عطائهم و بذلوا أكثر مجهوداتهم لإسعاد جماهيرهم العريضة و هذا ما رأيناه طيلة الثلاث مواسم الأخيرة التي غاب فيها المال و لكن النتيجة على أرضية الميدان كانت نوعا ما مقبولة مقارنة بالوضع العام الصعب الذي يعيشه اللاعبون.


و لكن و على ما يبدوا أن لاعبو كرة القدم بشكل خاص هذا الموسم، قد فهموا رسائل الجماهير بالشكل الخطئ! إذ في حين يسعى الأحباء جاهدين للقيام بثورة إصلاح داخل النادي لأجل مستقبل النادي و اللاعبين أيضا، و في حين قدمت الجماهير ضحايا للقمع البوليسي و لازالت ستقدم أكثر من ذلك بكثير غير عابئين بأنفسهم أمام إسم هذا النادي العريق، ضن القائد "يحيى" و زملائه أنهم قادرين على القيام بما يريدون مثلما يريدون.


إذ لم يكفيهم ذلك الترتيب التاريخي بـ7 نقاط في أسفل الجدول و الذي لم يحرك لهم جفن، بل سمحوا لأنفسهم بإجبار ما تبقى من المسؤولين علي الخروج مجددا من الحديقة أ و الذهاب للتدرب في زويتن تجنبا لمواجهة الجماهير. و طبعا في غياب المسؤولين الذين لا يشرف نادينا أن يكونوا مسؤولون فيه إستباح اللاعبون تاريخا عريقا غير عابئين.


الثورة التي إنطلقت شرارتها منذ مدة و الحرب التي أعلنتها الجماهير ضد الفساد داخل النادي و ضد المسؤولين الفاشلين الذي عصفوا بتاريخ مائة سنة ستتواصل خلال الأيام القليلة القادمة من أجل إنقاذ نادينا الغالي. و ما على اللاعبون إلا أن يفهموا أن الميدان هو واجبهم و أن مستحقاتهم هي واجبنا. و ما هو مطلوب منهم الآن هي الثلاث نقاط في كل مباراة فقط و إنطلاقا من مباراة يوم غد لأنه و إن تواصل هذا التدحرج فسيكونون من بين ضحايا الثورة و ليس من بين أبطالها.

٤٬٣٦٦ مشاهدة
bottom of page