top of page

فرع الكرة الطائرة في النادي الإفريقي: تجربة ناجحة تستحق الدراسة




قد لا تعرف الأجيال الجديدة من جماهير النادي الإفريقي شيئا على تاريخ نادي باب جديد في لعبة الكرة الطائرة. ذلك الفرع الذي صال و جال محليا و إفريقيا و زين خزينة النادي بـ45 لقبا بالتمام و الكمال منها 11 لقابا قاريا. أبرزها 3 تتويجات في دوري أبطال إفريقيا في صنف الذكور و 4 مثلها في صنف الإناث.


و لكن و للأسباب يعلمها القاصي والداني قررت إدارة النادي منذ 20 سنة خلت إيقاف نشاط هذا الفرع الأسطورة، ليفقد نادي الشعب أحد أعمدته التي كانت تسيطر على اللعبة في تونس و خارجها.


و بمرور السنين نست الجماهير أنه في يوم من الأيام كان إسم الإفريقي يقرئ له ألف حساب في لعبة الكرة الطائرة. بل و حتى الأجيال الجديدة لأحباء الأحمر و الأبيض لم تكن تعلم بأن أكثر من ربع تتويجات النادي كانت بأيادي أبطال مثل "المنصف بالعايبة"، "صبيحة بن أحمد"، فيصل بن عمارة"، سامية بن عمارة"، عائشة بن فجرية" رشاد بن كريد "، "جليلة بوبرنة"، "عزة فريضي"، رياض هذيلي"، "هاجر ونة"، و غيرهم من الأسماء التي لمعت في سماء القاعات.


و رغم هذا النسيان و السنين الطويلة التي قضت، كان هنالك رجال سعو جاهدين لإعادة هذا الفرع التاريخي من بين صفحات التاريخ و لعلا أهمهم و أبرزهم اللاعب الأسطوري السابق و رئيس الفرع الحالي السيد "شمس الدين السويح" الذي ناضل و أيما نضال لسنين متتالية لإعادة الحياة لفرع الطائرة. و في حين رفض عديد الرؤساء المتعاقبين على النادي تحمل هذه المسؤولية أصر "السويح" على تحقيق الحلم بأي طريقة و حتى شرط "سليم الرياحي" الوحيد لإعادة الفرع حينها بعدم دفع أي مليم و عدم تحمه المسؤولية المادية و التمويلية لم يحبط عزائم الرجل و قرر تحمل المسؤولية وحده و أعاد فعلا الفرع التاريخ للنشاط في موسم 2017ـ2018.


و خلافا لما إعتقده المشككين فإن إصرار "السويح" المتواصل لم يكن لإعادة الفرع من أجل الإعادة فقط بل كان قرار مدروس بدقة و أعدت له العدة بكل تفاصيها. و ذلك من خلال إنتداب أفضل الفنيين و المدربين مع المزج بين لاعبات ذوات خبرة و أخروات شابات لهن الإمكانيات الفنية العالية و الرغبة في تحقيق مسيرة إياجابية مع نادي له إسم كبير جدا كالنادي الإفريقي.


الإعداد الجيد لعودة فرع السيدات، سرعان ما أعطى أكله فتمكن نادي باب جديد في موسمه الأول من بسط سيطرته على بطولة الدرجة الثانية و حقق الإنتصار و راء الآخر منذ بداية الموسم إلى نهايته و لم يسجل الا هزيمه يتيمة طوال موسم طويل حقق في أعقابه الصعود إلى الدرجة الأولى.


نجاح سيدات النادي الإفريقي و طموحهن، لم ينتهي بتحقيق الصعود بل و بالرغم من تواجد الأندية الكبرى التي تسيطر على اللعبة في تونس في غياب نادي الشعب مثل النادي الصفاقسي و النادي النسائي بقرطاج و غيرهم، لم يكن عائقا أمام الإفريقي لكتابة إسمه بأحرف من ذهب من جديد بعد أن تمكن من الظفر بالمرتبة الثالثة في موسمه الأول مما سيمكنه من لعب دوري الأبطال بالإضافة إلى البطولة العربية في الموسم القادم.


فرع الكرة الطائرة هي قصة نجاح تدرس، جمعت بين الطموح و الخبرة و حسن الإدارة و يمكنها أن تكون عبرة ليس فقط للإدارة الحالية للنادي بل لكل الأندية الأخرى.

٢١٦ مشاهدة
bottom of page