
تواصل جماهير النادي الإفريقي في كل مكان في تونس في تنظيم تحركات إحتجاجية ضد هيئة "عبد السلام اليونسي"، و إن كانت تحركات إفتراضية علي مواقع التواصل الإجتماعي لا تسمن و لا تغن من جوع، إلا أنها تبقى طريقة للتعبير على عدم رغبتها في أن تواصل هذه الهيئة في الإشراف على نادي فاق عمره المئه عام.
جماهير النادي و التي زادت حدة غضبها بعد النتائج المخيبة للآمال و المنتظرة لفريق كرة القدم، الذي يفتقد لأبسط مقومات النجاح، تعلم جيدا أن مكمن الداء ليس في الفريق و لا في الإطار الفني بل هو في إدارة النادي و لا أحد غيرها.
و لكن ما لا تعلمه جماهير نادي باب جديد أن في هيئة "اليونسي" من يسعى جاهدا لإبقائها عالة على النادي إلى حدود نهاية عهدتها. و هنا نتحدث علي كاتبها العام "سامي المقدمي".
قد يتسائل أحد كيف ذلك؟ كيف لكاتب عام أن يكون أحد الأسباب الرئيسية في هذا الفشل و هو العبد المأمور؟
للإجابة على هذا التساؤل يجب أن نعود بالذاكرة إلى الوراء و أن نستعرض المراحل التي مر بها النادي إنطالقا من الصائفة الماضية.
على إثر تحرك الجماهير خلال الصائفة تكونت جبهة الإنقاذ و التي كانت حدثا تاريخيا لم يسبق له مثيل و ذلك من خلال إتحاد أكثر من 60 خلية أحباء و أكثر من 5 هياكل من جمعيات و منضمات و أصدروا البيان رقم 1 بتاريخ 1 جوان 2020. في نفس ذلك اليوم عبر الكاتب العام "سامي المقدمي" علي تفاعله مع مطالب الجماهير وانحاز إلى جانبها مناديا بدوره بوجوب التغيير.
24 ساعة بعدها فقط أعطت وحدة الجماهير مفعولها و تقدم 9 أعضاء باستقالاتهم مما نتج عنه حل الهيئة المديرة قانونيا و أعلن "المقدمي" ذلك رسميا في تصريحاته في عديد وسائل الإعلام المسموعة و المرئية.
الكاتب العام و باعتباره إلى حدود تلك الفترة كان العنصر الوحيد الذي لديه وجود قانوني في النادي إنطلق في عديد المشاورات مع عديد الأطراف من بينهم جبهة الإنقاذ و كان ذلك بتاريخ 4 جوان 2020 لتحديد المسار الجديد الذي سيذهب إليه النادي. هذا التعاطف و تلك التحركات نتج عنها الإقالة من مهامه من قبل رئيس الهيئة المنحلة بتاريخ 15 جوان 2020.
إلى حدود هذا بدى "سامي المقدمي" للجميع ذلك البطل الذي ضحى بالغالي و النفيس من أجل النادي و لكن ما لا يعلمه العديدون أن "المقدمي" قتل المسار الإنتقالي من خلال دفن الإستقالات و عدم إكمال تسجيلها من الناحية القانونية. إذ أن "المقدمي" ككاتب عام من المفترض أن يقوم بإيداع الإستقالات لدى مكتب الضبط بالوزارة الأولى و من ثم إرسال نسخ إلى كل الجامعات التي ينطوي تحتها النادي مثل جامعة كرة القدم و السلة و اليد و غيرها. و هنا فقط تصبح الهيئة منحلة قانونا. و لكن "المقدمي" لم يقم بذلك بالرغم من أن 13 يوما مرت منذ تاريخ تقديم الإستقالات 2 جوان إلى غاية إعفائه من مهامة بتاريخ 15 جوان 2020. و هو ما مكن الهيئة المديرة على المحافظة على قانونيتها. و هذا ما حذرت منه جبهة الانقاذ حينها و و طالبته في أكثر من مرة من إكمال الإجراءات و نشر نص حل الهيئة على الصفحة الرسمية و كان في كل مرة يعد بذلك و يخلف وعده.
و لكي تكتمل المسرحية، عاد "المقدمي مجددا للكتابة العامة للنادي بتاريخ 17 جويلية 2020 متعللا بتلبيته لنداء الواجب و لكن في الحقيقة كانت صفقة بينه و بين "عبد السلام اليونسي" لإخماد نار الثورة التي إنتهى بها المطاف إلى أن تنطفئ إلى الأبد.
إذا و لكي نحوصل ما قيل فإن "سامي المقدمي" هو عراب حكومة "اليونسي" فلو قام فقط بإيداع تلك الإستقالات لدى الجهات المعنية لما واصل "اليونسي" مهازله إلى حدود اليوم.
Commenti