
لا تزال هزيمة النادي الإفريقي الثقيلة و المذلة أمام النادي الصفاقسي بثلاثية نظيفة تسيل الحبر لما أثارته من غضب كبير لدى الجماهير التي لم تعد تفهم ما يجري في فرع كرة القدم.
نادي باب جديد و بعد إظهار وجه جيد، أو أكثر من متوسط بقليل، في مباراة الدربي، إستبشر الجميع خيرا و اعتقد الأحباء بأنها ستكون إنطلاقة الفريق نحو المراتب الأولى إن لم نقل نحو منصة التتويج. و لكن الوجه الشاحب الذي ظهرت به المجموعة و غياب الرغبة في الفوز و الذود على ألوان النادي في ملعب المهيري، سريعا ما أعاد الجميع إلى واقع الوضع.
صحيح أنه بإمكان أي فريق كبير في العالم أن يمر بفترة شك و يقدم مباراة متوسطة أو إثنين على أقصي تقدير و بصفة متباعدة، و لكن لا يمكن لأي فريق يلعب من أجل التتويج أو من أجل مراتب متقدمة أن يظهر بمستوى متذبذب فيقدم مباراة جيدة تليها أخرى سيئة و من ثم مواجهة ثالثة ضعيفة و هكذا دواليك، و هو ما يقدمه الإفريقي منذ مدة.
و مما زاد الطين بلة هو عجز الإطار الفني على القيام بالتدخلات الفعالة و التغييرات اللازمة خلال اللقاء التي ما من شأنها إلا أن تغير وجه الفريق إذا ما كانت التشكيلة الأساسية غير موفقة، و هو الدور الأساسي لأي إطار فني.
فمثلا في مباراة النادي الصفاقسي إعتمد "منتصر الوحيشي" نفس خطة الدربي أي 4ـ3ـ3 و بنفس الأسماء و لكن بان بالكاشف و منذ الدقائق الأولى أن الخطة التي إتبعها الصفاقسي 4ـ4ـ2 عطلت نادي باب جديد. و كان من الواجب على الإطار الفني التدخل العاجل و القيام بالتغيرات التكتيكية اللازمة لإنقاذ الموقف، إلا أن جميع التغييرات إلى حدود الدقيقة 75 كانت مركزا بمركز و حافظ "الكوتش" على نفس التكتيك الفاشل خلال هذا اللقاء.
و مع إقتراب نهاية المباراة و حين كان الخصم متقدما بثنائية أصبحت التغييرات هجومية بالأساس مما خلق عدم توازن في وسط الميدان فجاء الهدف الثالث سريعا.
أضف إلى ذلك مواصلة الإعتماد على أسماء لم تقدم أي اضافة تذكر بالرغم من الفرص العديدة و المتعددة التي تمتعت بها، على غرار "معز حسن"، "آدم الطاوس"، "خليل القصاب"، شهاب لعبيدي" و خاصة "رضوان الزردوم" مع الإبقاء على لاعبين آخرين على بنك البدلاء أو خارج القائمة الإسمية مثل "آدم قرب"، "حمدي العبيدي"، "معز الحاج علي"، "آمادو صابو" و "آليون مباي" و غيرهم.
هذا التصرف الغير موفق لـ"منتصر الوحيشي" لم يكن هو الأول له. إذ و كلما كان النادي الإفريقي سيئا إلا و عجز المدرب على تغيير وجه الفريق بتغيررات موجهة و صائبة. هذا بإلاضافة إلى تلك الروح الإنهزامية التي ظهر بها زملاء "الذوادي" و التي لم نجد لها سببا إلى حد الآن.
مع تكرار سيناريو مباراة النادي الصفاقسي في عديد المناسبات أصبح من الواجب على رئيس النادي "يوسف العلمي" التدخل العاجل لوضع النقاط على الحروف سواء كان ذلك بخصوص اللاعبين أو الإطار الفني. إذ أنه لم يعد من المقبول خاصة من قبل الجماهير أن ترى كل تلك الفرص المهدورة و المناسبات المتاحة للحاق بالمرتبة الأولى و التي تفنن الفريق في إضاعتها بأعجوبة.