مثلما تابعت جماهير النادي الإفريقي أمس، إنقاد فريق كرة القدم و للأسف إلى هزيمته الرابعة في هذا الموسم ليمضي على أسوأ حصيلة له في البطولة منذ حوالي 61 سنة. و لعلى المركز القبل الأخير في سباق البطولة بـ7 نقاط فقط قبل 4 جولات من إنتهاء مرحلة الذهاب، خير دليل على المشاكل الكبيرة التي يعانيها هذا الفرع لعديد الأسباب التي يعلمها الجميع.
صحيح أن الرصيد البشري المتوفر هذا الموسم هو رصيد محدود جدا سواء من ناحية الكم أو الكيف. إلا أن ذلك قد لا يفسر وحده النتائج السلبية المتتاليه. إذ أن من تابع المبارتين الأخيرتين مثلا، طبعا بعين فنية و ليس بعين المحب فقط، يلاحظ الفرق في تعامل الطاقم الفني مع مجريات المبارتين.
إذ في مباراة النجم الساحلي و حين كان الإفريقي متخلفا في النتيجة كانت التغييرات الفنية مدروسة و صحيحة 100%. إذ تم إخراج "آدم ڨرب" في الدقيقة 60 و تغييره بـ"إدريس الطبوبي" الذي جاء بتمريرة الهدف الحاسمة و كذلك إخراج "وسام يحيى" في الدقيقة 71 مقابل إدخال "شهاب العبيدي" الذي كان ثقيلا على دفاع الخصم و كاد أن يضيف الهدف الثاني لولا تألق "البلبولي". مع تدعيم خط الدفاع بإدخال كل من "الحاج علي" مكان "الهمامي" المصاب و "العجيمي" الذي تولى التغطية بين خطي الدفاع و الوسط و خاصة مراقبة الكرات الثانية لحرمان لاعبي النجم من الهجمات المعاكسة على قدر الإمكان.
بينما في مباراة سليمان أمس فلم يتعامل الكوتش "بوعايشة" و مساعده "لطفي الرويسي" بنفس الطريقة. ففي حين كانت النتيجة متعادلة و كان الإفريقي يبحث على الهدف الثاني تم إخراج "بن يحيى" في الدقيقة 78 مقابل إدخال "عبد القادر الوسلاتي". هذا الأخير لم يتمكن من تقديم الاضافة لا من الناحية الهجومية و لا حتى الدفاعية و هذا مفهوم بعد تغيبه لمدة طويلة جدا على الميادين بداعي الإصابة.
عدم جاهزية "الوسلاتي" أخلت بالتوازنات في وسط الميدان و أعطت الخصم مزيدا من المساحات و حتى الهدف الثاني جاء من هجمة معاكسة من وسط الميدان بعد أن خسر "الوسلاتي" ثنائية هوائية مع أحد لاعبي مستقبل سليمان. هذا بالإضافة إلى إستبدال المدافع الأيسر "منتصر بعزيز" و الذي كان يشكل خطرا دائما على دفاعات السليمانية طيلة 66 دقيقة بـ"بن زغادة" الذي لم يكن بنفس الخطورة مما أعطى أكثر حرية للجهة اليمنى للخصم و التي شكلت خطرا على دفاع النادي الإفريقي في أكثر من مرة و شاركت أيضا في الهجمة التي حقق منها أصحاب الأرض الثلاث نقاط.
عموما، لم يبقى لنادي باب جديد أي خيارات سوى محاولت تقليص الخسائر أكثر ما يمكن إبتداء من مباراة المنستيري يوم الإربعاء و التي لن تكون أقل صعوبة من المباريات الأخرى و لكن وجب الخروج بالعلامة الكاملة قبل مباراة الدربي يوم الأحد المقبل و التي هي أيضا لن تكون سهلة بالمرة.
Comments